الفصائل الفلسطينية تتجاوز الضغوطات وتحقّق المُصالحة الوطنية

 


 - اللواء

تجاوزت ​الفصائل الفلسطينية​، الضغوطات الإقليمية والدولية التي مُورست عليها لإفشال المُصالحة بهدف زيادة الانقسام، الذي عانت منه مُنذ 15 عاماً.

نجحت الفصائل الفلسطينية بتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، بدعم من ​جمهورية مصر​ العربية وبرعاية الرئيس ​عبد الفتاح السيسي​، الذي بعث برسالة للمسؤولين ​الفلسطينيين​ المُشاركين في الحوار عبر وفد المُخابرات العامة، الذي تولّى تنظيم "​الحوار الوطني​" أنه "أمام المُجتمعين خياران: إما النجاح أو النجاح، ولا ثالث لهما، ولا خروج من مصر إلا بالاتفاق".

وأكدت مصر التزامها ب​القضية الفلسطينية​ باحتضان جلسات الحوار الفلسطيني على مدى سنوات عدة، وتوّج ذلك في جلسات "الحوار الوطني الفلسطيني" التي عقدت على مدى يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، في ​القاهرة​، التي أكدت "المُساعدة على إنهاء الانقسام".

وأوضحت أوساط شاركت في جلسات الحوار لـ "اللـواء" "أن الفصائل الـ14، والمُستقلين، غلبوا المصلحة الوطنية، مُنطلقين من التأكيد على طرح نقاط التلاقي، التي أدّت للتوصل إلى بيانٍ ختامي من 15 بنداً أكد على الشراكة السياسية، وبداية بإجراء انتخابات المجلس التشريعي في ​الضفة الغربية​ و​قطاع غزة​ و​القدس الشرقية​، لاختيار 132 نائباً، يوم السبت في 22 أيار/مايو 2021، ومن ثم إجراء ​الانتخابات الرئاسية​ يوم السبت في 31 تموز/يوليو 2021، واستكمال المجلس الوطني يوم الثلاثاء في 31 آب/أغسطس 2021.

هذا التوافق اعتُبر نقطة لتشكيل جبهة وطنية ببرنامج سياسي، مع ترجيح تشكيل قوائم مُشتركة يُشارك فيها أكثر من فصيل.

كان لافتاً إعلان حركة "حماس"، على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي ورئيس وفدها للحوار ​صالح العاروري​ أن "من أشكال المُشاركة بالانتخابات الرئاسية، دعم الرئيس ​محمود عباس​ لل​رئاسة​ بفترة جديدة"، وأيضاً التأكيد على "الانفتاح بكل أشكال المُشاركة، وأن حركة "فتح" هي في بيوتنا، وأقول دائماً هي الحركة الأم وقدّمت الكثير الكثير، واعتزّ بهم".

موقف تطابق مع ما أكد عليه أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس وفدها لجلسات الحوار ​اللواء​ ​جبريل الرجوب​، بالقول: "إن بيوتنا جميعاً فيها "فتح" و"حماس"، ويجب إعادة ​اللحمة​ وستتوحّد فلسطين جغرافياً وسياسياً، واثقون بحركة "حماس" والشيخ صالح العاروري، وتجربتنا الاعتقالية تُرسّخ ذلك".

وأشار الرجوب إلى أن "مُراقبة الانتخابات هي من مسؤولية ​الأمن الفلسطيني​ في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوافقنا على الجهة الوحيدة التي ستشرف على الانتخابات قضائياً، وهي "​محكمة​ الانتخابات"، ولن يكون أي تدخّل من أي جهاز أو محكمة أخرى، لا في سير الانتخابات ولا في نتائجها، وقد توافقنا على مجموعة من ​القضاة​ لرفعها إلى ​مجلس القضاء الأعلى​ وتنسيبها للرئيس "أبو مازن" من أجل اعتمادها".

وأطلع الرجوب، الأمين العام ل​جامعة الدول العربية​ ​أحمد أبو الغيط​، على آخر المُستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية، ونتائج الاجتماعات التي اختتمت برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

عقد اللقاء في مقر جامعة الدول العربية، بحضور عضو اللجنتين التنفيذية لـ "مُنظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" ​عزام الأحمد​، عضو اللجنة المركزية للحركة أحمد حلس، الأمين العام المُساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المُحتلة ب​الجامعة العربية​ ​سعيد أبو علي​ والسفير المُناوب بالجامعة مهند العكلوك.

تناول اللقاء المُقررات الإيجابية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المُستوى الوزاري الطارئ، الذي أكد مركزية القضية الفلسطينية وإجماع الدول العربية على ثوابت ​تحقيق​ ​السلام​ الدائم والشامل.

وقال الرجوب: "نرى في جامعة الدول العربية جسراً فاعلاً قادراً على خلق العناصر الضاغطة إقليمياً ودولياً على هذا الاحتلال الذي يُنكر الحد الأدنى من حقوقنا، ونحن كفلسطينيين بكل مكوناتنا وفصائلنا توافقنا على إحداث هذا الاختراق الاستراتيجي في المأزق الذي عانينا منه، وقضيتنا تضرر منه، وهو الانقسام".

وأكد الرجوب "أن ​الحكومة الإسرائيلية​ تسعى لدفن فكرة ​الدولة​ والكيان والهوية للفلسطينيين، و​نتنياهو​ لا يريد انتخابات ولا قيادة فلسطينية مُنتخبة، ولا يريد أن يسمع كلمة فلسطين، وكل ما يُريده هو تكريس الاحتلال وتصفية قضيتنا".

وأضاف: "توجهنا للعالم أجمع من خلال لجنة الانتخابات المركزية والمجلس الوطني و​وزارة الخارجية​ والمُغتربين وسفرائنا ب​العالم​، إضافة إلى الجامعة العربية، بالدعوة للمُشاركة في الإشراف ومُراقبة هذه العملية الديمُقراطية التي نسعى أن تكون شفافة ونزيهة"، مُوضحاً أن "الأمين العام للجامعة العربية عبّر عن تأييده الثابت والقوي والراسخ لما أُنجز بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وعن التزام الجامعة بالعمل على إنجاح مسار الوحدة ومسار النضال لإقامة الدولة واستعداد الجامعة بجميع إمكانياتها للمُساعدة في توفير آليات رقابة بمُشاركة الجامعة لإنجاح العملية الديمُقراطية".

وفيما يتعلق بفتح "معبر رفح" البري، قال: "إن هذا قرار سيادي مصري من الرئيس السيسي قدّمه للشعب الفلسطيني مشكوراً لأنه يُساعد في خلق أجواء إيجابية، وشعبنا في قطاع غزة يستحق أن يكون المعبر مفتوحاً"، مًشدداً على أن "مصر هي شريكنا الوحيد في إنجاح عملية الحوار، والذي سيستمر على أرض مصر وبرعاية

مصرية إلى أن نصل إلى المحطة النهائية، وهذا التزام حصلنا عليه من جميع المُستويات القيادية بالدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي رعى الحوار خلال اليومين الماضيين".

وأشار الرجوب إلى أن "هناك لقاء آخر الشهر المُقبل بالقاهرة، وسيشارك فيه رئاسة المجلس الوطني واللجنة المركزية للانتخابات لبحث الآليات التنفيذية التي تحتاج لحوار بين فصائل العمل الوطني مع رئاسة المجلس الوطني لتشكيل المجلس وآليات الإشراف والرقابة القانونية والإدارية والأمنية على العملية الانتخابية".

الشيخ التقى البرغوثي

إلى ذلك، نقل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، رسالة من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير في سجون الاحتلال ​مروان البرغوثي​.

وقال الشيخ: "قمت بزيارة القائد مروان البرغوثي حاملاً رسالة وتحية من الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لحركة "فتح"، وتناولنا المُستجدات السياسية الدولية والإقليمية، ومُخرجات الحوار الوطني والاستعدادات الجارية لإجراء ​الانتخابات التشريعية​ والرئاسية، وجرى دراسة مُعمقة وشاملة للوضع الفلسطيني، وأكد البرغوثي على ترحيبه بالقرار التاريخي بإجراء الانتخابات، ونجاح الحوار الوطني في القاهرة، ووجّه التحية لشعبنا العظيم في كل مكان، داعياً لأوسع مُشاركة في الانتخابات باعتبارها خطوة هامة وجوهرية على طريق إنهاء الانقسام الكارثي واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها قانون الانتصار، وتمثل الانتخابات حجر الزاوية في إعادة بناء وتطوير النظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمُقراطي تعددي.

كما أكد على أهمية التلاحم الوطني والفتحاوي في هذه المعركة الديمُقراطية، وضرورة العلو فوق الجراح والمصالح الفئوية والأنانية، وإنجاز قائمة واحدة مُوحدة لحركة "فتح" بعيداً عن الإقصاء أو التهميش، ويتم اختيارها وفق معايير وأسس تكفل أوسع تمثيل لقطاعات وشرائح شعبنا جغرافياً وجيلياً وتمثل ​المرأة​ و​الشباب​ والمهنيين والأكاديميين ومُمثلي القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والمُناضلين والأسرى المُحررين، والدعوة إلى الدخول في حوار أخوي صادق ومسؤول على مُستوى الحركة، وانخراط الجميع فيه بما يكفل وحدة وقوة وعنفوان ​حركة فتح​".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق