الاحتلال العسكري الإسرائيلي وتجدد مأساة الشعب الفلسطيني



 بقلم  :  سري القدوة

السبت 20 شباط / فبراير 2021.

 

أثبتت كل التجارب الماضية ان التعايش مع واقع الاستيطان وانتهاك حقوق الاسرى في سجون الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من ابسط احتياجاته الاساسية والمتاجرة في معاناته اليومية فلا يمكن التعايش مع الاحتلال وممارساته القمعية، وان كل هذه التراكمات والافرازات تشكل عقبات حقيقية امام فرص نجاح اي عملية سلمية وأنه لا يمكن التعايش مع الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ولا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة دون إنهاء هذا الاحتلال الذي يعد من أخطر أنواع الإرهاب ويجب استئصاله لينعم العالم والمنطقة بالسلام والأمن والازدهار والسلم الاهلي والمجتمعي .

 

لا يمكن لأية اتفاقيات سلام مع الاحتلال أن تجلب السلام للمنطقة ما لم ينته هذا الاحتلال من فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان، وأن الشعب الفلسطيني يقف ويعمل ضد الإرهاب بكافة أشكاله لأنه يعرف نتائجه جيدا، فهو يعاني منذ عقود من إرهاب دولة الاحتلال وعدوانها وممارساتها البشعة المنافية لكل الاتفاقيات والقرارات الدولية والتي تمثله دولة الاحتلال وجيشها العسكري الذي تسخره لقمع الشعب الفلسطيني ومواصلة العدوان وتمارس احتلالها العسكري بقوة الاحتلال والقمع والبطش والتنكيل وما يتبعها من أذرع إرهابية من المستوطنين وخاصة جماعات «تدفيع الثمن وشبيبة التلال» اللتان تمارسان الإرهاب اليومي ضد أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، ولا بد هنا من العمل بشكل جماعي وفعال لمواجهة هذا الارهاب ووضع حد له وفضح ممارسات الاحتلال الغاصب وضرورة مكافحة هذا الإرهاب بقوة القانون الدولي، وبات على المجتمع الدولي التدخل العاجل من اجل ارسال رسالة قوية لكل من ينتهك القانون الدولي وميثاق حقوق الإنسان وأحكام اتفاقيات جنيف وضرورة الوقف امام الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المحتل .

 

ان الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الاحتلال على حساب مستقبله جيلا وراء جيل وهو يكتوي بنار الإرهاب الإسرائيلي وما خلفه ويخلفه من مآسي ومعاناة تزيد من الوضع في المناطق المحتلة تعقيدا ويدفع ثمنا باهظا لتلك العنجهية الاسرائيلية وممارسات الارهاب المنظم بحق الانسان والأرض الفلسطينية، وتلك السياسة القائمة على هدم المنازل ومصادرة الاراضي لصالح المستوطنات وتهجير ابناء الشعب الفلسطيني من اماكن اقامتهم دون وجه حق، وقد صعد الاحتلال من سياسة هدم المنازل الفلسطينية التي بلغت منذ بداية هذا العام اكثر من 178 مبنى، وتشريد حوالي 300 عائلة من بيوتهم، وآخرها عندما أجبر السلطات العسكرية عائلات من مدينة القدس المحتلة بهدم منازلها بأيديها، تحت ذرائع وحجج واهية ولا تمت بأي صلة للواقع .

 

ولا بد من المجتمع الدولي العمل على توفير البيئة الطبيعية ومواصلة الجهود الدولية لإحياء عملية السلام ووضع حد لتجدد المأساة الفلسطينية بعد التوقف خلال السنوات الماضية، والعمل على مواصلة الجهود من اجل الدفع بالعملية السلمية وخلق البيئة المواتية لإعادة المسار التفاوضي الى مكانته بعيدا عن لغة الارهاب والعدوان اليومي وسياسة الاستيطان وتهويد الاراضي الفلسطينية، وأهمية الاستفادة مما تشهده المنطقة من متغيرات سياسية هامة وشاملة وضرورة تكثيف التشاور مع الشركاء الإقليميين والدوليين ووضع استراتيجية عربية شاملة لدعم عملية السلام وخاصة بعد نجاح اعمل ومسار الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية المنعقد على المستوى الوزاري والعمل على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وصولا إلى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 استنادا إلى مبدأ حل الدولتين ووفقا لمقررات الشرعية الدولية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق