غلاء الأسعار ينغِّص فرحة الأهالي بالعيد في "شاتيلا"

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

كغير سابقاتها من السنوات، اختلفت أجواء تحضيرات عيد الأضحى لدى الأهالي في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان، وقد جرت العادة بأن تبدأ التجهيزات من حلول عيد الأضحى وسائر الأعياد الدينية قبل أسابيع، حيث تعج المحلات بالزبائن لشراء الملابس والحلويات ولحوم الأضاحي.

لكن تغيَّب المشهد هذا العام، فحركة البيع والشراء إما خجولة أو تكاد أن تكون شبه معدومة. فأسعار مستلزمات العيد من ثياب وحلويات مرتفعة جداً، وبخاصة الأضاحي التي ارتفع سعرها أضعافاً مضاعفة في الوقت الذي رفع الدعم عن معظم المواد الغذائية واللحوم المستوردة. إضافة إلى تدني القدرة الشرائية لدى العامل الفلسطيني في ظل غلاء الأسعار. 

تأزم الوضع المالي لدى الفلسطينيين، نغّص فرحة العيد عليهم، وزاد من معاناتهم بسبب فقدانهم القدرة على شراء الأضاحي أو حتى لباس العيد لأطفالهم.

وفي هذا السياق، جالت "وكالة القدس للأنباء" في شوارع المخيم، وتحدثت مع الأهالي الذين أكدوا بأن الوضع الاقتصادي المتأزم للبلد أثَر بشكل كبير على أوضاعهم المعيشية، وحرمهم  فرحة قدوم العيد.

وقالت رحاب العلي لـ"وكالة القدس للأنباء": "وضعنا بالمخيم كتير تعتير، علينا دفوعات لإشتراك المياه والكهرباء قبل الأكل والشرب .. ما منقدر نعمل كعك العيد ولا نشتري أضاحي ولا حتى ثياب جديدة لنفرح أطفالنا بالعيد".

وأضافت: " لم يعد بالإمكان أن نعمل حلويات العيد في منزلنا أو شرائها من  محلات الحلو، بسبب غلاء الحليب والمواد المكملة، والحمد لله رح نتحمل حتى تتحسن الظروف بإذن الله".

أما أم أيمن عجينة، من سكان المخيم، فأوضحت لـ"وكالة القدس للأنباء" بأن الوضع بالمخيم يزداد سوءاً مع مرور الوقت، وقالت: " ما فينا نجيب ملابس للأولاد ليفرحوا بالعيد. رحنا نشتري تياب من البالي لقيناها غالية، وليس بمقدورنا شراء ثياب جديدة ... عم نرجع خائبين".

وختمت كلامها: " نرجو من الله في هذه الأيام الفضيلة أن تتغير الأحوال لكي نعود كما كنا في الأيام السابقة، رغم أنها لم تكن أحسن بكثير، بس كنا عايشين من القلّة، وصرنا عم نموت كل يوم بسبب الظروف المعيشية السيئة".

وتحدَث اللحام حسان العزايزي لـ"وكالة القدس للأنباء" عن وضع الأضاحي وأسعار اللحوم في هذا الموسم، فأكد بأن "أسعار اللحوم ترتفع من فترة إلى أخرى بسبب رفع الدعم وقلَة الاستيراد. فأسعار الأضحية والخرفان تتراوح بين الـ 225 $ والـ 300 $".

وأوضح: "كنا يومياً تذبح عجلين وأكثر أما الآن هذا الرقم نعمله في أسبوعين، كما أننا نجد صعوبة في التعامل مع تقنين الكهرباء وارتفاع تعرفة كهربا الاشتراك بسبب ندرة المازوت وإن وجد نجده في السوق السوداء بأسعار عالية".

وختم قائلاً: "نعض على جرحنا لكي تبقى براداتنا مستمرة ولا نضطر إلى خسارة اللحمة وإتلافها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق